الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } هي دعوة للحياة في كل صورها وأشكالها، وفي كل مجالاتها ودلالاتها، والقرآن يجمل هذا كله في كلمات قليلة موحية {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إذا دعاكم لما يحييكم} قال: هو هذا القرآن فيه الحياة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة.
إنها دعوة إلى شريعة من عند الله تعلن تحرر الإنسان وتكرمه بصدورها عن الله وحده ووقوف البشر كلهم صفا متساوين في مواجهتها، فلا يتحكم فرد في شعب، ولا طبقة في أمة، ولا جنس في جنس، ولكنهم ينطلقون كلهم أحرارا متساوين في ظل شريعة صاحبها الله رب العباد.
دعوة إلى عقيدة تحيي القلوب والعقول وتحررها من أوهام الجهل والخرافة ومن الخضوع المذل للأسباب الظاهرة والحتميات القاهرة ومن العبودية لغير الله والمَذلة للعبد أو للشهوات .
دعوة للجهاد في سبيل الله لتقرير ألوهية الله سبحانه في الأرض وفي حياة الناس، وتحطيم ألوهية العبيد المدعاة، ومطاردة هؤلاء المعتدين على ألوهية الله سبحانه وحاكميته وسلطانه حتى يفيئوا إلى حاكمية الله وحده، حتى إذا أصابهم الموت في هذا الجهاد كان لهم في الشهادة حياة.
عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله {إذا دعاكم لما يحييكم} أي للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل، وقواكم بها بعد الضعف، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم، ويؤيد هذا المعنى أن مناسبة نزول هذه الآية في غزوة بدر الكبرى.
دعوة إلى منهج للحياة... منهج للفكر... منهج للتصور... يطلقهم من كل قيد إلا ضوابط الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
المزيد |